شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025م10:59 بتوقيت القدس

ملابس البركة تمنح الدفيء للأسر المتعففة في خانيونس

17 نوفمبر 2022 - 12:24

شبكة نوى، فلسطينيات: كانت أم حسين 44 عام تمشي خطوة وتعيد أخرى بينما كانت تصطحب اثنين من أطفالها إلى محل (ملابس البركة) هذا الذي سمعت من شقيقتها الأصغر عمراً عنه، فوجدت فيما سمعت خلاصها من إلحاحهما وطلبهما المستمر لملابس شتوية تحميهم من البرد القارص مع بدء فصل الشتاء.

ما أن وطأت قدمها المحل حتى تنفست الصعداء" أنه لا يختلف عن محلات الملابس"تقول  وهي تدور بعينيها في المكان:"هذه المرة الأولى التي سيتمكن طفلاي من انتقاء ما يناسبهما دون أن أشعر بحرج، أو خوف من أنني لا أملك ثمنه، بل لا أملك أي مقابل لما سوف يختارون"تزيد.

أم حسين زوجة لرجل مريض لا يقدر على العمل وتعتاش وأسرتها على ما ما تتكرم  به التنمية الاجتماعية للأسر المتعففة في قطاع غزة كل حين.

تقول:" منذ سنوات لم أشتري لهما ملابس جديدة ويلبسون مما يجود به الجيران والمعارف ممن يعلمون بسوء حالنا، ولكن هنا أنا وجدت قطع جديدة تماماً بالإضافة لقطع تبدو في حالة ممتازة،" كإنها جديدة".

كان الطفلان يتنقلان بين ما هو معروض في المحل دون أن يدركوا أو يشير أي ممن يديون المكان بأنها ملابس مستعملة، وتوزع مجاناً وهو ما جعل والدتهما تشعر بأن كرامة أطفالها محفوظة.

يقول محمد كلخ منسق المبادرة وصاحب سلسلة مبادرات البركة المختلفة أن مبادرته انطلقت قبل ثلاث سنوات من قناعته الشخصية بأن "ما هو موجود لديك وربما لا تحتاجه قد يكون حلم بعيد المنال لآخرين" لتتحول بعد فترة وجيزة إلى واقع مختلف عن كثير من المبادرات أو الحملات التي تستهدف كسوة الأسر المتعففة".

البداية كانت بإعلان على صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي يدعو فيها من يمتلك محل تجاري التبرع به بشكل مجاني كمساهمة في تنفيذ الفكرة، ليأتيه الرد سريعاً من أحد المواطنين الذي تبرع بالمحل التجاري مجاناً لمدة ستة شهور.

هنا يقول كلخ:" بدأنا بالإعلان عن استقبال ما يفيض عن حاجة الأسر، من ملابس وأحذية وأثاث، وأغطية وفراش، يمكن أن تكون سبب سعادة لأسرة متعففة.

"بعد وصول الملابس التي تجود بها الأسر المختلفة والتي تكون في حالة جيدة، لكن أصحابها لم يعودوا بحاجة إليها، يبدأ فريق من المتطوعين الشباب بفرز هذه الملابس، واستبعاد ما لا ينطبق مع المعايير المقبولة والتي يجب ألا تقل جودتها عن 80%، ليتم بعد ذلك غسلها وكيها ومن ثم عرضها بطريقة لائقة وكإنها ملابس جديدة" يقول.

هذه التقنية التي اتبعها كلخ في مبادرته أراد بها أن يكسر حاجز الخجل لدى الأسر المتعففة وحفظ كرامة وإنسانية أفرادها، ومنحهم الحق في اختيار ما يناسبهم من ملابس وفق ما هو معروض، دون أي حرج، يقول:" تأتي المرأة وأطفالها، أو الرجل ويختارون ما يناسبهم بحد قطعتين لكل فرد من أفراد الأسرة، ولا نشترط عليهم ترك بياناتهم".

يلفت كلخ أن كثير من أصحاب محلات الملابس والأحذية يرسلون بشكل مستمر عشرات القطع الجديدة ما يمنح المواطنون الاستفادة من اختيار قطع جديدة بحد معين.

يوميا يؤم محل البركة ما يزيد عن 70 أسرة، فيما تخرج من المحل ما يزيد عن ألف قطعة بشكل يومي.

يقول كلخ:" في الشتاء عادة ما تزداد حاجة المواطنون لكسوة جديدة، ولذلك يزيد ترويجنا للمبادرة لحث المواطنين للجود ما هو فائض من ناحية ومن هو بحاجة من ناحية أخرى".

بعد ثلاث سنوات في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يجري العمل الأن للإعلان عن ملابس البركة في شمال القطاع بينما يأمل كلخ أن تغطي مبادرته جميع محافظات قطاع غزة، لتساهم ولو  بالقليل  منح الدفئ للعائلات المتعففة.

 

كاريكاتـــــير